أزمة طبية حادة في غزة: إسرائيل تعيق وصول العلاج لـ 400 ألف فلسطيني شمال القطاع
تواجه غزة أزمة طبية متفاقمة نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على وصول العلاج للمدنيين، خاصة في الجزء الشمالي من القطاع. أفاد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية، منير البرش، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن الجيش الإسرائيلي قام بإخراج مستشفى "العودة" عن الخدمة بالقوة، مما أجبر الطواقم الطبية والمرضى على إخلاء المكان.
نقص حاد في الخدمات الطبية
تأتي هذه الخطوة في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية في القطاع، حيث يعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى نقص حاد في الكوادر الطبية المتخصصة. وتفاقمت هذه المشكلة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007، والذي يمنع دخول العديد من المواد الضرورية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية.
400 ألف فلسطيني في خطر
أشار البرش إلى أن ما يقرب من 400 ألف فلسطيني يعيشون في الجزء الشمالي من القطاع يواجهون خطرًا حقيقيًا بسبب عدم قدرتهم على الحصول على العلاج اللازم. وتتركز هذه الفئة بشكل خاص من الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، والذين يحتاجون بشكل مستمر إلى الرعاية الطبية.
إدانة واسعة النطاق
أثارت هذه التصرفات الإسرائيلية إدانة واسعة النطاق من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية، والتي اعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. ودعت هذه المنظمات إلى تدخل فوري من قبل المجتمع الدولي لإنهاء الحصار المفروض على غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والعلاجية إلى المدنيين.
تأثير على الصحة العامة
تتسبب هذه الأزمة في تدهور كبير في الصحة العامة في غزة، حيث يزداد عدد الحالات المرضية بشكل ملحوظ، ويصعب علاجها بسبب نقص الموارد الطبية. ويؤدي ذلك إلى تفاقم معاناة السكان وتدهور أوضاعهم الإنسانية.
دعوات إلى تدخل دولي
تجدد وزارة الصحة الفلسطينية دعواتها إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار ورفع القيود المفروضة على دخول الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة. كما تطالب الوزارة بتوفير الدعم المالي اللازم لتلبية الاحتياجات الطارئة للمستشفيات والمراكز الصحية في القطاع.
مستشفى العودة: رمز للصمود
كان مستشفى "العودة" يعتبر رمزًا للصمود في وجه الظروف الصعبة التي يواجهها سكان غزة، حيث كان يقدم خدمات طبية مجانية للعديد من المرضى المحتاجين. وإخراجه عن الخدمة يمثل ضربة قوية للقطاع الصحي في غزة ويفاقم الأوضاع المتردية.
